الـمـــكـــتــبـــة الـعــامـة
الكتاب غذاء للعقل و روح للإنسان
القراءة توسّع الأفق ، و تُنمّي الفكر ، و تمنح الإنسان قدرة على التعبير و الفهم
من خلال الكتاب ، نسافر عبر الزمان و المكان ، نعيش تجارب غيرنا و نتعلّم من حكمتهم
القراءة ترفع الوعي ، و تزيد المعرفة ، و تُحسّن التركيز ، وتُخفّف التوتر
اجعل الكتاب رفيقك ، فإن في كل صفحة حياة ، و في كل سطر نور
إقرأ ... لترتقي إقرأ ... لتُغيّر العالم
Responsible | مؤسسة إقرأ التعليمية |
---|---|
Last Update | 09/08/2025 |
Completion Time | 1 year 1 month 3 weeks 2 days 7 hours 20 minutes |
Members | 2 |
الشعر
قسم النقد الأدبي
عرض الكل«سنعرض للكثير من المسرحيات وفِرَق التمثيل ودُوره التي ماتت كلها، ولم تخلِّف تراثًا حيًّا مؤثِّرًا في جيلنا الحاضر أو في الأجيال المُقبِلة، وسوف يَنطوي تحت هذا الفصل جميعُ تلك التمثيليات التي مُثِّلت في مصر وغير مصر، بعد ترجمتها أو تعريبها أو تأليفها.»
ما زال علماءُ الآثار مختلفين حول معرفة المصريين القدماء بالفنِّ المسرحي؛ ومن ثَم ستظلُّ البدايةُ المؤكَّدة للمسرح عند قدماء اليونان، أما فنُّ المسرح في العالَم العربي فقد برَز منذ منتصف القرن التاسع عشر، على يدِ «مارون النقاش» الذي يُعَد رائدًا لهذا الفن. يَكشف «محمد مندور» في كتابه «المسرح» عن نشأةِ الفنِّ المسرحي وأنواعِه وتطوُّرِه؛ حيث ظهرَت قديمًا فنونٌ شعبية مهَّدت لرَواجِ فنِّ المسرح الحديث بين العامَّة، مثل: حكايات «صندوق الدنيا»، و«خيال الظل»، و«الأراجوز»، كما ظهر «المسرح الغنائي» الذي مهَّد له الشيخُ «سلامة حجازي»، وفي أواخر القرن التاسع عشر ظهر مسرحُ «أحمد شوقي»، الذي خلَق في المسرحية الشعرية مزيجًا بين الدراما التمثيلية والإلقاء الشعري، ثُم ظهر «المسرح النَّثري» ومسرح «توفيق الحكيم». كما تَعرَّض «محمد مندور» بالنقدِ لقضايا أخرى متعلِّقة بالفنِّ المسرحي.
«هذه خلاصةٌ في الأدب والنقد، راعَينا — عند كتابتها — ألَّا نُثقِلها بالتفاصيل حتى لا تختلط معالمُها، ولا تتعقَّد سُبلها؛ فهي أقربُ إلى الذكريات منها إلى التأليف.»
«النقد الأدبي» فنٌّ من فنون الأدب ومن أهم ضرورياته، وهو يُعنى بدراسة الأعمال الأدبية وتحليلها وتمييزها، ومن الجدير بالذكر أن النقد الأدبي يُعَد أسبقَ من تاريخ الأدب؛ فتاريخ الأدب لن يتبلور إلا بعد أن يجتمع لكلِّ أمةٍ تراثٌ أدبي يستحق أن يُؤرَّخ، وهذا ما يؤكِّده المؤلِّف بين ثنايا هذا الكتاب، الذي يمثِّل دراسةً وافية حول بعض المذاهب الأدبية المختلفة، مثل: الكلاسيكية، والرومانتيكية، والواقعية، والطبيعية، والرمزية، والفنية. كما يُقدِّم لنا الكاتب لمحةً سريعةً عن النقد وسِماته في شتى مراحل تطوُّره، بدايةً من ظهوره في العصر اليوناني (وخاصةً عند «أرسطو»)، مرورًا بالنقد عند كتَّاب العصر الحديث وأدبائه، وصولًا إلى القرن العشرين.
«والذي نقصده بعبارة النقد المنهجي هو ذلك النقد الذي يقوم على منهجٍ تدعمه أسسٌ نظرية أو تطبيقية عامة، ويتناول بالدَّرس مدارسَ أدبية أو شعراء أو خُصومات، يُفصِّل القول فيها، ويَبسط عناصرها، ويُبصِّر بمواضع الجَمال والقُبح فيها.»
يرى هذا الكتاب أن سبيلنا لتأسيسِ أدبٍ جيد هو وجود حركة نقدية سليمة ذاتِ إطارٍ منهجي يدرس النصوصَ موضوعيًّا، ويُميِّز بين الأساليب؛ وذلك على ضوء المناهج والنظريات النقدية الأوروبية الحديثة. وهنا ينشأ التساؤل: هل النقد الأدبي فنٌّ جديد على الثقافة العربية؟ في الحقيقة، إن العرب عرَفوا أطوارًا من النقد الأدبي ظهرَت منذ بدايات القرن الثالث الهجري، الذي وُضعَت فيه أولى التجارِب النقدية من خلال كتاب «طبقات الشعراء» ﻟ «ابن سلَّام»، فبدأت بالذَّوقي التأثُّري الذي لا يعتمد على معاييرَ ثابتة، بل يخضع لحاسَّة المتلقِّي الأدبية، وتطوَّرت ذاتيًّا خلال قرون. كما تأثَّر النقد الأدبي بالأفكار الفلسفية اليونانية، فتبلورَت مناهجه وأدواته تِباعًا؛ ليُصبح فنًّا مستقلًّا عن علوم اللغة وتاريخها.
«كان من أخصِّ ما جرى على ألسنة العرب الكِرام: الشِّعر مِلح الكلام. فهاموا به هُيامَ قيسٍ بلَيْلاه، وأقبلوا عليه إقبالَ أبي نُوَاسٍ على حُميَّاه، فخاضوا عُبابَه واستخرجوا دُرر المعاني، ونَظَموا عِقدًا لجِيد الزمان، فأصبح — بعد أن أقفرَت منهم الديار، وعفَتِ الآثار، وبعد أن عبِثَت أيدٍ بكُتبهم أيامَ الأندلسِ وبغدان — خيرَ ما يُستدَل منه على ما لهم من الفضل، بل أصبح مِرآة نرى فيها تاريخهم وعوائدهم، علاوةً على أن الشِّعر من أرقِّ ما تَصبو إليه النفوس.»
الشعر ديوان العرب، ومن أهم الفنون التي تميَّزَت بها الحضارة العربية، فلم تقتصر أهميتُه الأدبية والعلمية على كونه نوعًا من الفنون اللُّغوية الرائعة فحَسْب، بل هو أيضًا من أهم الأدوات التي تُستخدَم شاهدًا تاريخيًّا على مرِّ العصور العربية، فأصبح كالمِرْآة التي نستشفُّ بها صورة الماضي كأننا نراها اليومَ في عصرنا الحديث؛ فنطَّلِع على عادات العرب وحياتِهم خلال الدول والقرون المتعاقِبة. وفي هذا الكتاب، يُوضِّح المؤلِّفُ أهميةَ الشعر بالنسبة إلى العرب، مبيِّنًا أغراضَه من غزَل وعِشق وهجاء وفخر وغيرِ ذلك، ثم يُفرِد لموضوع الغزَل النصيبَ الأكبر من صفحات الكتاب، مستشهِدًا بأبياتٍ شعرية للعديد من الشعراء، وموضِّحًا أسبابَ كتابتهم لتلك القصائد ومُناسَباتها.