الـمـــكـــتــبـــة الـعــامـة
الكتاب غذاء للعقل و روح للإنسان
القراءة توسّع الأفق ، و تُنمّي الفكر ، و تمنح الإنسان قدرة على التعبير و الفهم
من خلال الكتاب ، نسافر عبر الزمان و المكان ، نعيش تجارب غيرنا و نتعلّم من حكمتهم
القراءة ترفع الوعي ، و تزيد المعرفة ، و تُحسّن التركيز ، وتُخفّف التوتر
اجعل الكتاب رفيقك ، فإن في كل صفحة حياة ، و في كل سطر نور
إقرأ ... لترتقي إقرأ ... لتُغيّر العالم
المسؤول | مؤسسة إقرأ التعليمية |
---|---|
آخر تحديث | 17 يوليو, 2025 |
وقت الإكمال | 8 أشهر 3 أسابيع 5 أيام 16 ساعة 40 دقيقة |
الأعضاء | 2 |
تاريخ الفلسفة اليونانية
قسم التاريخ
عرض الكل«كان «هنيبال» قائدًا قرطجنيًّا أحرَز شهرتَه الطائرة كأعظم الكُماة بتهالُكه في محارَبة الرومانيين، ومن المعلوم أن رومية وقرطجنة نشأتا معًا على جانبَين متقابلَين من بحر الروم، وظلت الحروب الطاحنة مُستعِرة الضِّرام بينهما مدة مائة سنة. وعدد الحروب التي نشبت بينهما ثلاثٌ خرجت رومية من ساحاتها ظافرةً منتصرة في آخِر الأمر، ودكت قرطجنة إلى أساساتها.»
اختلف المؤرِّخون والكُتاب، على مر العصور، في وصف «هنيبال»؛ ذلك القائد الفينيقي الذي وُلد في «قرطاج» بتونس، والذي يُعَد أكبر قائد حربي في التاريخ، حتى إن القادة الحربيين يقتبسون من حروبه حتى الآن الكثيرَ من التكتيكات العسكرية. في هذا الكتاب يكشف المؤرِّخ الأمريكي «جاكوب أبوت» خبايا حياة ذلك القائد الملهِم، جامعًا كل ما قيل عنه قديمًا وحديثًا بكل حيادية، نافيًا أحاديث المؤرخين الخرافية التي احتوت على الكثير من الشطط والتزييف، والتي أَضفَت على هذا الرجل هالةً أسطورية رسمت له صورة ذهنية يبدو فيها سفَّاحًا متعطشًا للدماء. ومن هنا يهدف هذا الكتاب إلى بلوغ الحقيقة مجرَّدةً من المبالَغات المجحِفة في حقِّ مَن يَعُده الكاتب أعظمَ قائد في التاريخ.
«كانت قدماء المصريين تُشيِّد معابدَ عظيمة، وكانوا يَرفعون على بابِ كل واحدٍ منها مَسلَّتَين عظيمتَين، ومن هذه المَسلَّات المسلةُ التي كانت بالأُقصر، التي أخذها الفرنساويون ووضَعوها في عاصمة بلادهم «باريس»، في ميدان يُقال له «كونكورد»، وقد كانت أخذَتها من أطلالِ معبد طيبة.»
يأخذك هذا الكتابُ في رحلةٍ تاريخية سريعة إلى التاريخ الإنساني السحيق؛ حيث الحضارات البِكر والمَعالم الأولى للإنجاز البشري على الأرض؛ فمن خلال صورةٍ بانورامية يَنتقل بنا المؤلِّف من ضِفاف نهر النيل حيث الحضارةُ المصرية القديمة والأهرامات التي لا تزال تُخبِرنا عن المجد الغابر، إلى منطقة شرق آسيا وتاريخ الإسرائيليين الذي شغَل الباحثين قديمًا وحديثًا، ومنها إلى أوروبا حيث مدينتا أسبرطة وأثينا اللتان احتضنَتا الحضارةَ الإغريقية، ومن قلبِ مقدونيا حيث انطلق «الإسكندر الأكبر» يَجُوب العالَم بسيفه وصِيته، ثم يتَّجِه بنا المؤلِّفُ جنوبًا حيث الإمبراطورية الرومانية وما كان من فُتوحاتها الواسعة ثم اضمحلالها، ثم يَعود بنا ثانيةً إلى قارة آسيا، وبالتحديد في شبه الجزيرة العربية؛ حيث ظهرَت دعوةُ نبيِّ الإسلام التي أسَّس رجالُها خلافةً عظيمة وصلَت حتى أطراف القارة الأوروبية.
«وأولُ مَن استعمل لفظة «الصحافة» بمعناها الحالي كان الشيخ نجيب الحداد؛ مُنشِئ جريدة «لسان العرب» في الإسكندرية، وحفيد الشيخ ناصيف اليازجي، وإليه يَرجع الفضلُ في اختيارها، فقلَّده سائر الصحافيين من بعده.»
هذا الكتاب هو موسوعةٌ تأريخية ضخمة، تُوثِّق توثيقًا شاملًا للصحافة العربية في مشارق الأرض ومغاربها، منذ نشأتها في مصر سنة ١٨٠٠م، وحتى نهاية ١٩٢٩م. طوال أربعة وأربعين عامًا بذل المؤرِّخ الفيكونت «فيليب دي طرَّازي» جهودًا جبَّارة في سبيل جمع مادة هذا الكتاب، وراسَلَ العديدَ من الصحافيين وذوي الاختصاص، بل جاب أيضًا أصقاعَ المعمورة بنفسه، وأوفَد على نفقته وكلاء عنه يَتقصَّون أخبارَ الصحف الناطقة بالعربية، التي كادت آثارُ بعضِها تندثر بفعل الزمن، حتى تهيَّأ له أن يضع في أجزاءٍ أربعة من هذا الكتاب نشَرَها على مدار عشرين عامًا، حصرًا بعناوين ٣٠٢٣ جريدة ومجلة عربية، مُرتَّبةً جغرافيًّا وتاريخيًّا، مع بيانِ أسماء مؤسِّسيها ومحرِّريها، وتَراجِم المشاهير منهم. وبذلك يُعَد الكتاب مرجعًا فريدًا لا غنى عنه للباحثين في تاريخ الصحافة العربية وتطوُّرها عبر العصور.
«إن ستَّ عشرةَ سنة قضاها ابن طولون في تأسيس دولته قد يَقضي الطُّغاةُ في الحكم مِثلَها وضِعفها، ولا يقوم لهم عمل، ولا يتم لهم مشروع، أمَّا هو فقضى في آخِر العَقد الخامس من عمره محقِّقًا الآمالَ بإصلاحاتٍ كثيرة فعُدَّت من بنات أفكاره، كعنايته بوضع الأضابير والجزازات والتقاييد.»
استَحقَّ «أحمد بن طولون»، مؤسِّس الدولة الطولونية في مصر، أن تُخلَّد سيرتُه في ذاكرة التاريخ، فلا نَزالُ نَذكُره حتى الآن بمسجده الشهير الذي يتَّسم بروعة البناء المعماري الفريد، باقيًا على حالتِه الأصلية، شاهِدًا على عظَمةِ دولته ومَبلغِ حضارتها التي ملأَت أصداؤها الآفاق. إنه «أحمد بن طولون» الذي نجح بجدارته وقُدرته الحربية أن ينقلَ مصر (بعد أن أُسنِدَت إليه ولايتُها) من ولايةٍ تابعة للخلافة العباسية، إلى دولةٍ مستقلة تَنعَم بالاستقلال في شتَّى مَناحي الحياة، ظلَّ يحكُمها هو وخلفاؤه لسنواتٍ عديدة. وفي هذا الكتاب التاريخي المهم يؤرِّخ لنا «أبو عبد الله بن محمد المديني البلوي» بإسهابٍ سيرةَ «أحمد بن طولون»؛ فيُحدِّثنا عن مولده وظروف نشأته والأسباب التي أودَت بحياته، كما يُدوِّن ما دار في فترةِ حُكمه من أحداثٍ مهمة، ولا سيَّما علاقته بابنه «العباس» التي يَرويها لنا بأسانيدها، ويتناولها بالنقد والتحليل.
«نحن في حاجةٍ إلى القديمِ والجديدِ معًا؛ لأننا لا نستطيع قَطْع الصِّلة بالماضي الذي لا نزال نعيش في دِينه ولغته، لا يزال دِيننا الإسلام، وكِتابنا القرآن، ولُغتنا العربية. ونحن في حاجةٍ اليومَ إلى تعليم أبنائنا اللغة العربية والقرآن الكريم، ويجدُر بنا أن نعرف كيف كان أجدادُنا منذ ألف عام يُعلِّمونهما؛ فقد يُفيدنا ذلك في موقعنا الحاضر، ويُعيننا على حل مشكلة تعليم الأطفال اليوم الكتابةَ والقراءة والدِّين، وهي مشكلة معروضة على بساط البحث، وهي موضع تفكير علماء التربية.»
في القرون الإسلامية الأولى بلغت الحضارة العربية أوْج عظمتها، وانتشرت لأقاصي الشرق والغرب، حيث انتقلت إلى أوروبا التي كانت تموج في بحرٍ مُظلم جرَّاء التدهور والانحلال. وهذه الحضارة العظيمة تأسَّست على العِلم، ولا عِلم بغير تعليمٍ وتربية. ولأجل التعرُّف على أحوال التعليم في تلك العصور الزاهية، يأتينا هذا الكتاب ﻟ «أحمد فؤاد الأهواني»، حيث يُقدِّم فيه دراسةً وافية عن حياة «أبو الحسن القابسي» الذي عاش في القرن الرابع الهجري، وكِتابه البالغ الأهمية؛ إذ قام «القابسي» فيه بمُعالجةٍ تفصيلية ودقيقة لكل ما تعلَّق بشئون التعليم في عصره، وخصوصًا تعليم الصبيان، وكذلك حل مشكلات التعليم. وقد أُلحِق بهذا الكتاب رسالة «ابن سحنون» المُعنونة ﺑ «آداب المُعلمين»، والتي يعود تاريخها إلى القرن الثالث الهجري ولا يعرفها سوى القليل، وتُعَد من الرسائل النادرة عن التربية.
«كانت الحضارة المصرية القديمة بعد تعاقُب الأجيال مخبوءةً في شقوق الجبال والصخور وأعماق الأهرام والمغائر تحت الرمال الداثرة، ومقبوضًا عليها بحراسة أبي الهول، حتى قام بعد مرور خمسة عشر جيلًا أوديبوس آخَر — بنبوغِه النادر وكدِّه الذي لم يَعرف الوهن — بانتزاع الأسرار المصرية المكنونة من بين مَخالب ذلك الرابض القابض.»
ظلَّت الحضارة المصرية القديمة لغزًا كبيرًا ومحيِّرًا للعالَم أجمع لقرون عديدة؛ حيث كان الوصولُ إلى حقيقتها ومعرفةُ خباياها أمرًا غيرَ هيِّن، وظلَّ الأمر على هذا النحو إلى أن تمكَّن عالِم المصريات الفرنسي الشهير «جان فرانسوا شامبليون» من فكِّ رموز «حجر رشيد»، الذي كان حتى وقت اكتشافه عام ١٨٢٢م لغزًا لغويًّا عجز العلماء والباحثون عن تفسيره، وبهذا العمل الجليل نجح «شامبليون» في أن يُميطَ اللثام عن الحضارة المصرية العريقة، ويترجِم علومها، ويتعرَّف على تاريخها العقائدي والثقافي، بعد أن استطاع فكَّ طلاسمِ لغتها القديمة. في هذا الكتاب نطَّلِع على حياة «شامبليون» التي لم نكن نعلم عنها سوى الشيء اليسير، كما يستعرض الكتاب أهمَّ إنجازاته وإسهاماته التي ذاعت شهرتُها في الآفاق.
«ولما بلَغ مسامعَ بومبايوس وأعوانه أن قيصر توجَّه إلى إسبانية، شرعوا في الاستعداد ليَعبروا إلى إيطالية. ولكن قبل أن يتمكَّنوا من ذلك كان قيصر قد عاد مظفَّرًا، وركب البحر من برنديزي، ونزل في أبيروس.»
تَمكَّن «أوغوسطوس قيصر» بفضل دهائه وحنكته السياسية من أن يُنقِذ روما التي كانت أسيرةَ الحروب الأهلية والفوضى العارمة التي انتابتها لسنواتٍ عديدة في أواخر الحُكم الجمهوري، وأن يؤسِّس الحُكم الإمبراطوري الروماني الذي استمرَّ قرابة أربعة قرون، ويصبح أحد أعظم أباطرة روما على مرِّ عصورها التاريخية، وبفضل مجهوداته وسعيه الحثيث لمصلحة دولته، عاشت الإمبراطورية في عهده وعهد خُلفائه أبهى فتراتها؛ حيث وصلت إلى ذُروتها الإقليمية والاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية والدينية، ونَعِمت البلاد بالرخاء والأمن والاستقرار، وأصبحت حدودها آمنةً داخليًّا وخارجيًّا. وفي هذا الكتاب يُؤرِّخ «أسد رستم» لأحوال روما منذ انقضاء العهد الجمهوري الذي اتَّسم بالبيروقراطية، حتى قيام العهد الإمبراطوري على يد «أوغوسطوس قيصر» وخلفائه.
لم تكن السنوسية مجرد دعوة إصلاحية، أو طريقة صوفية تهتم بأمور الدين فقط؛ فقد أحزن مؤسسها «محمد بن علي السنوسي» ما آلت إليه أوضاع المسلمين من تخاذُلٍ وضعف، ورأى أن مهمة الإصلاح تبدأ بتحصيل العلوم الدينية والشرعية؛ فسعى لذلك مُرتحلًا بين الأقطار العربية، وهناك أدرك السنوسي أن دعوته يجِب أن يكون لها واقع ملموس، ودورٌ في بناء الدولة؛ فكانت دعوته لإحياء الدين والدولة معًا.
انتشرت السنوسية سريعًا بين أبناء ليبيا لتكون واقعًا ملموسًا في المجتمع الليبي، وازداد هذا الدور مع وقوع طرابلس وبرقة في أيدي المُغتصب الإيطالي، الذي أدرك أن السنوسية تقِف حجرة عثرةٍ أمام استقراره في البلاد. وقد اضْطلَعَت السنوسية بدورها وأجْلَت المستعمرَ عن أراضيها، فاستحقَّت أن تسُود ليبيا؛ سيادة على أراضيها، ومكانة بين مُواطنيها.
«إن كان الفرنسيون قد عجزوا عن إنشاء المستعمرة التي انتظروا الخير من إنشائها، ثم أُرغِموا على الخروج من هذه البلاد «الجميلة» إرغامًا، ولم يطُل مُقامهم بها، فقد خلَّفوا وراءهم آثارًا عميقة اهتزَّ لها كيانها، فنفضت عنها غبار الماضي القديم وبدأت حياةً جديدة.»
انقسم المؤرِّخون في آرائهم عن الحملة الفرنسية على مصر بالقرن الثامن عشر؛ فجَنح الغربيون منهم إلى تمجيد هذه الحملة واعتبارها الأساسَ الوحيد للنهضة المصرية المعاصرة، والجسرَ الذي عبَرت عن طريقه إلى المدنيَّة والتقدم، بينما جنحَ مؤرخو الشرق إلى اعتبارها واحدةً من أكثر الفترات ظلامًا في التاريخ المصري بل والشرقي؛ حيث أدَّت إلى تشتُّت الصف والقضاء على شعور القومية العربية والإسلامية، بما حملته من عادات وتقاليد دخيلة وقمعٍ للأديان والحريات. وبين هؤلاء وأولئك عمدَ بعض المعتدلين من مؤرخي تلك الحقبة إلى التزام الحياد ما أمكن، وتوضيح الكثير من الملتبِس، وعلى رأسهم «محمد فؤاد شكري» مؤلِّف الكتاب الذي بين أيدينا، والذي ناقش فيه هذه الحملة وتقصَّي حقائقها، في دراسةٍ وافيةٍ يُعتَدُّ بها بوصفها مرجعًا تاريخيًّا يتناول حقبةً غامضةً من تاريخ مصر.