Skip to Content
الـمـــكـــتــبـــة الـعــامـة

الـمـــكـــتــبـــة الـعــامـة

الكتاب غذاء للعقل و روح للإنسان 

القراءة توسّع الأفق ، و تُنمّي الفكر ، و تمنح الإنسان قدرة على التعبير و الفهم

من خلال الكتاب ، نسافر عبر الزمان و المكان ، نعيش تجارب غيرنا و نتعلّم من حكمتهم

القراءة ترفع الوعي ، و تزيد المعرفة ، و تُحسّن التركيز ، وتُخفّف التوتر

اجعل الكتاب رفيقك ، فإن في كل صفحة حياة ، و في كل سطر نور

إقرأ ...  لترتقي              إقرأ ...  لتُغيّر العالم


 

Responsible مؤسسة إقرأ التعليمية
Last Update गुरुवार 17 जुल॰ 2025
Completion Time 8 महीने 3 सप्ताह 5 दिन 16 घंटे 40 मिनट
Members 2
Basic
الـمـــكـــتــبـــة الـعــامـة

أسْوَاقُ الذَّهَبِ

«هي كلمات اشتملت على معان شتى الصور، وأغراض مختلفة الخبر، جليلة الخطر منها ما طال عليه القدم، وشاب على تناوله القلم، وألم به الغفل من الكتاب والعلم. ومنها ما كثر على الألسنة في هذه الأيام وأصبح يعرض في طرق الأقلام وتجرى به الألفاظ في أعنَة الكلام، من مثل: الحرية، والوطن، والأمة، والدستور، والإنسانية، وكثير غير ذلك من شئون المجتمع وأحواله وصفات الإنسان وأفعاله، أو ما له علاقة بأشياء الزمن ورجاله، يكتنف ذلك أو يمتزج به حكم عن الأيام تلقيتها، ومن التجاريب استمليتها، وفي قوالب العربية وعيتها وعلى أساليبها حبرتها ووشيتها، وبعض هذه الخواطر قد نبع من القلب وهو عند استجمام عفوه وطلع في الذهن وهو عند تمام صحوه وصفوه.»
قسم الأدب و الروايات
عرض الكل
الـمـــكـــتــبـــة الـعــامـة
الشعراء اليهود العرب
يَرَى «طه حُسَين» أنَّ لِليهودِ أَثَرًا كَبِيرًا في آدَابِنا العَرَبِيةِ يَعْلُو عَلَى ما كانَ بَيْنَهُم وبَيْنَ العَرَبِ مِن صِرَاعٍ وعَدَاء، وهوَ الأَمْرُ الَّذِي لمْ يُخالِفْه فيهِ الكَثِيرُ مِن نُقَّادِ الأَدَبِ الَّذِينَ احْتَفَوْا بِشُعَراءِ اليَهودِ ﻛ «السَّمَوْأَلِ» و«ابنِ سَهْل» و«كَعْبِ بنِ الأَشْرَف»، الَّذِينَ لَمْ يَكُونُوا أَقَلَّ مِن غَيْرِهِم فِي التَّحْلِيقِ في سَماءِ الخَيالِ وتَصْوِيرِ المَعَانِي ونَقْلِ الإِحْسَاس. ويُرْجِعُ المُؤَلِّفُ قِلَّةَ عَدَدِ الشُّعَراءِ اليَهُودِ إِلَى قِلَّةِ عَدَدِ أَفْرادِ الأُمَّةِ اليَهُوديَّة، بِالإِضَافةِ إلَى مَا لَاقاهُ أَبْنَاؤُها مِن اضْطِهادٍ ومُطارَدةٍ لَمْ تَتْرُكْ لِلمَوْهُوبِينَ الفُرْصةَ أَنْ يُقَدِّموا مَا عِندَهم. وقد ألَّفَ هَذا الكِتابَ القَصيرَ الَّذِي بين أيدينا أَحَدُ اليَهودِ المِصْرِيِّينَ الَّذِينَ شارَكُوا في كِتابةِ الدُّسْتُورِ المِصْرِيِّ عامَ ١٩٢٣م.
الـمـــكـــتــبـــة الـعــامـة
السراب
إنَّ اللَّحْظَ الدَّقِيقَ لِتَفاصِيلِ الحَياةِ اليَوْمِيةِ ومَجْرَياتِ أَحْداثِها، يُثِيرُ في النَّفْسِ العَجَبَ وفي العَقْلِ الحَيْرَة؛ حَيْرَة تَستَعصِي عَلى التَّعبِيرِ إلَّا مِن كاتِبٍ قَدِيرٍ تُمَكِّنُه مُفْرَداتُ لُغَتِه مِن صِياغةِ اضْطِراباتِه الذَّاتيَّةِ في جُمَلٍ مَعْقُولة، وتُمَكِّنُه قُدْرَتُهُ عَلى التَّصْوِيرِ عَلى جَعْلِها قابِلةً لِلتَّخَيُّل، تَتَماسُّ معَ قارِئِها بالمُشارَكة، وتَحْمِلُ في طَيَّاتِها التَّفَهُّمَ والمُواسَاة. هكَذَا يَخْلُقُ مِنَ الحَيْرَةِ فنًّا، ومِن اضطِرابِ الذَّاتِ إبْداعًا، وهكَذَا كانَتْ خَواطِرُ الأَمِيرةِ المِصْرِيةِ «قدرية حسين» في بِلادِ الأناضول؛ سِلْسِلةً مِنَ النُّصُوصِ الصَّادِقةِ البَسِيطةِ الَّتي تَصِلُ القَلْبَ والعَقْل، تَحْكِي مِن خِلالِها مَشاعِرَها ومُشاهَداتِها اليَوْمِيَّة، وحَياتَها الَّتي بِالرَغْمِ مِن ثَرائِها تَظَلُّ سَرَابًا تَصْعُبُ مُلاحَقَتُه، كَتَبَتْها بالتُّرْكِيةِ وتَرْجَمَها عَنْها أَدِيبٌ مُحَنَّك، صَنَعَ مِن كِتابَتِها نَثْرًا سَلِسًا وقَيِّمًا، يَسْتَحِقُّ الِاحْتِفاظَ بِه.
الـمـــكـــتــبـــة الـعــامـة
نوادر الخلفاء
ما أَجْمَلَ أَنْ تَختَلِطَ النَّادِرةُ والفُكاهَةُ بِالحِكْمةِ والأَنَاة، وما أَروَعَ أَنْ يَكُونَ لِرجالِ الحُكْمِ والسِّياسةِ دُعابَةٌ وابتِسامةٌ مِن حِينٍ لآخَر، نَتَعَرَّفُ عَبْرَها عَلى طِبَاعِهم، ونَسْتَشْهِدُ بِها عَلى الحَسَنِ مِن أَخلَاقِهم، ونَقِفُ من خِلَالِها عَلى الذَّمِيمِ مِنْها. والصَّفحاتُ الَّتي بَيْنَ أَيْدِينا كَتَبَها مُؤلِّفُها لِتَكُونَ مُرتَكَزًا لِلأَجْيالِ يَتَّكِئُونَ عَلَيْهِ وهُمْ يَخُوضُونَ غِمارَ الحَياة، وقَدْ وَضَعَها الكاتِبُ لِتَتَناسَبَ وطَبِيعةَ الناشِئِ البَسِيطة، بمَا لا يُخِلُّ بِما يَتلقَّاهُ مِن تَوجِيهاتٍ وَعِظَاتٍ تَهدُفُ إِلى الِارْتِقاءِ بالذَّوْقِ العَامِّ لَدَى النَّاشِئةِ مِن واقِعِ قصَصٍ تَارِيخيَّةٍ وَقَعَتْ بالفِعْل.
الـمـــكـــتــبـــة الـعــامـة
قصص عن أناتول فرانس
القِصَّةُ، قَصِيرةً كانَتْ أو طَوِيلة، هيَ فَنٌّ مِن فُنونِ كِتابَةِ الحَياة، و«أناتول فرانس» واحِدٌ مِمَّنْ كَتَبُوا عَنِ الحَياةِ والإنْسَانِ بِوَاقِعيَّةٍ مَمزُوجَةٍ بالسُّخرِية. وفِي هَذِهِ المَجمُوعَةِ مِن قِصَصِه القَصِيرة — الَّتِي جَمَعَها وتَرجَمَها إِلى اللُّغَةِ العَرَبيَّةِ «فرج جبران» — يَنْهَجُ أناتول فرانس نَهْجَيْنِ مُتَبايِنَيْن؛ فهوَ الرَّاوِي في القِصَّتَينِ الأُولَيَيْنِ «عُنْقود العِنَب» و«ذَات الثَّوْبِ الأَبْيض»، اللَّتَيْنِ يَعْلُو فِيهِما صَوتٌ قادِمٌ مِن زَمَنِ الطُّفُولَةِ والصِّبَا، ويَستَكشِفُ بَطَلَاهُما الفَتِيَّانِ الحَياةَ في أَكثَرِ صُوَرِها أَوَّليَّةً وغُمُوضًا، وفِي القِصَّتَينِ التَّالِيتَينِ «هَدِيَّة مَوْت» و«الإِيمَان» يَنسَلِخُ الرَّاوِي مِن جَسَدِ البَطَل؛ حَيثُ يَقِفُ مِنهُ عَلى مَسافَة، ويَبدَأُ في رَصْدِ الأَحْداثِ والِانفِعالاتِ الشُّعُورِيَّةِ بِعَدَسةٍ ذَكِيَّةٍ تَقتَرِبُ حِينًا فتَكشِفُ عَنِ التَّفاصِيل، بَلْ تَنْفُذُ أيضًا إِلى مَا وَرَاءَها، وتَبتَعِدُ حِينًا آخَرَ فَتُتِيحُ لِلنَّاظِرِ مِن خِلالِها قِرَاءَةَ المَشهَدِ بِكَامِلِه.
الـمـــكـــتــبـــة الـعــامـة
مصارع العشاق
اشتُهِرَ الكَثِيرُ مِن حِكايَاتِ المُحِبِّينَ عَبْرَ العُصُورِ العَرَبِية، وأَصبَحَتْ ثُنائِيَّاتُ العِشْقِ كعَنتَرةَ وعَبلَة، وقَيْسٍ ولَيلَى، فِي الوِجدَانِ العَرَبِي. وفِي هَذا الكِتابِ التُراثِيِّ المُتمَيِّز، الذِي كُتِبَ فِي الأَلفِيَّةِ الهِجرِيَّةِ الأُولَى، سردٌ لقِصَصِ العُشَّاقِ عَبْرَ التَّارِيخِ العَرَبِي، حيثُ يَضَعُ الكاتِبُ الشَّيخُ «أَحمَد السَّرَّاج القارِئ» بَيْنَ يَدَينا مَجمُوعَةً مُتمَيِّزةً مِنَ الحِكايَاتِ الوَاقِعيَّة، بِنَزعَةٍ صُوفِيَّةٍ أَحيَانًا، ورُوحٍ عَرَبِيةٍ خالِصَة، عَن كُلِّ مَا يَتعَلقُ بالعُشَّاق، بِكافَّةِ أَطيافِهِم، بِدَايَةً مِنَ الخُلفَاءِ والأُمَرَاء، وَوُصولًا إِلى الفُقَراء، والشَّبَابِ والكُهَّل؛ لِيَجعَلَهُ بِذَلِكَ مَرجِعًا لقِصَصِ هَؤُلاءِ الذِينَ صَرَعَهم الحُب. وقَد جَمَعَ فِي رِوايَاتِهِ خَلِيطًا مِنَ القِصَصِ التِي كانَتْ فِي عَصرِ الجَاهِليَّةِ والدَّولَةِ الأُمَويَّةِ والعَبَّاسِيَّة؛ مِمَّا يُتِيحُ لِلقَارِئِ أَن يَعرِفَ تَفَاصِيلَ حَياةِ العَرَبِ خِلالَ تِلكَ العُصُور.
الـمـــكـــتــبـــة الـعــامـة
الشعر العامي
لا يُعرَفُ شعبٌ كالشَّعبِ اللبنانيِّ يمتلك ثروةً ضخمةً وفنونًا مُتعدِّدةً مِن ألوانِ الشِّعرِ الشَّعْبي، ولعلَّ في طبيعةِ لبنانَ الساحِرة، وفي لغتِهِ العاميَّةِ المُوسيقيةِ، يَكمُنُ سرُّ انتشارِ هذا اللَّون وازدهارِه. وإنْ كانَ الشعرُ الشعبيُّ نتيجةً طبيعيةً لظهورِ اللغةِ العاميَّة؛ فإنَّه مِنَ الثابتِ أنَّ تطوُّرَه في لبنانَ كانَ بتأثيرِ الألحانِ السريانيةِ الكَنَسيَّة. وهُنا يَرصُدُ «مارون عبود» أبعادَ هذهِ الظواهرِ اللُّغَويةِ في القريةِ اللبنانيَّة، فيُطلِعُنا على ثقافةِ «الأمثالِ» فيها، وبراعةِ أبناءِ القُرى في تشكيلِ الحوادثِ والمُناسَباتِ في كلماتٍ مُوجَزةٍ تُعبِّرُ عن مَكْنوناتِ نفوسِهم. وكذلكَ يَرصُدُ لياليَ أبناءِ القُرى التي تَحمِلُ الكثيرَ مِنَ الأهازيجِ والأَفراحِ والمُناسَباتِ السَّعيدة، غيرَ أنَّها لا تَخلُو مِنَ المآتِمِ والساعاتِ الحَزِينة.
الـمـــكـــتــبـــة الـعــامـة
فن الشعر
الشِّعرُ فاكهةُ الكلام، والاستخدامُ الأكثرُ فنيةً لمفرداتِ اللُّغة، وقد عُرِّفَ بأنهُ «الكلامُ المَوزونُ المُقفَّى» في واحدٍ منْ أكثرِ تعريفاتِه شيوعًا، ولاقَى اهتمامًا بالغًا مِن قِبَلِ الأدباءِ والنُّقَّاد، بل المؤرِّخينَ وعلماءِ الإنسانيَّاتِ أيضًا. وكان الشعرُ الأداةَ الأساسيةَ التي استخدمَها العربُ القُدامَى في حفظِ وتدوينِ تراثِهم الإنسانيِّ والأدبي. وبينَ دفَّتَيْ هذا الكتاب؛ يُحدِّثُنا «محمد مندور» بإسهابٍ عَنِ النظريةِ العامَّةِ للشِّعر، منْ حيثُ أساسُها الفلسفيُّ ومُقوِّماتُها الأساسية، وذلكَ منذُ تبلْوُرِها في عهدِ اليونان، ثمَّ يتناولُ بالشرحِ تعريفَ الشِّعرِ العربي، وتطوُّرَهُ على مَرِّ فتراتِهِ التاريخيةِ بدايةً مِنَ العصرِ الجاهليِّ وصولًا إلى القرنِ العشرين، مُوضِّحًا كذلكَ أهمَّ سماتِهِ ومدارِسِه.
الـمـــكـــتــبـــة الـعــامـة
الإمتاع والمؤانسة

«أبو حيَّانَ التوحيديُّ» أديبٌ وفيلسوفٌ قدير، لم يَحْظَ بالقدرِ الكافي من الاهتمامِ بعِلمِه وأدبِه في حياتِه، حتى إنَّه أَحرَقَ أغلبَ آثارِه قبلَ وفاتِه فلم يصِلْنا مِنها سِوى القليل. وكانَ واحدًا من أهمِّ تلكَ الآثارِ الباقيةِ الكتابُ الذي بينَ أَيْدينا اليوم، والذي كانَ لكتابتِه حكايةٌ حكَاها «أحمد أمين» (وهو أحدُ محقِّقيهِ)؛ فلقد كانَ «أبو الوفاءِ المهندس» صديقًا للتوحيديِّ ومُقرَّبًا لأحدِ الوزراء، فقرَّبَ «التوحيديَّ» إلى هذا الوزير، وبعدَ سبعٍ وثلاثينَ ليلةً مِنَ السَّمَرِ بينَ الوزيرِ و«التوحيديِّ»، طلبَ «أبو الوفاء» من «التوحيديِّ» أنْ يقصَّ عليه ما دارَ في ذلك السَّمَرِ وإلَّا أبْعَدَه وأوقَعَ به العقوبة، فما كانَ مِنْه إلَّا أنْ وضعَ تلك اللياليَ بالفعلِ في هذا الكتابِ الذي سمَّاهُ «الإمتاع والمُؤانسة».

سَمرٌ أَخرجَ لنا سلسلةً مِنَ الموضوعاتِ الشائقةِ لم تخضعْ لترتيبٍ أو تبويب، اشتملتْ على طرائفَ مُمتِعة، واعتُبِرتْ في مُجمَلِها مِرْآةً لبلادِ الرافدَينِ في النصفِ الثاني مِنَ القرنِ الرابعِ الهجري.

الـمـــكـــتــبـــة الـعــامـة
تاريخ دراسة اللغة العربية بأوروبا
على الرغمِ من أن التمدُّنَ الأوروبيَّ الحديثَ يَدينُ بالشيءِ الكثيرِ لِمَا نقَلَه وتعلَّمَه الأجدادُ الأوائلُ مِنَ المستشرِقين الغربيِّين، الذين بذَلوا جُهدًا كبيرًا في تعلُّمِ اللغاتِ الشرقيةِ وآدابِها، خاصةً العربية، وهو الأمرُ الذي مكَّنَهُم من الاطِّلاعِ على ثمارِ الحركةِ الفكريةِ والعلميةِ للحضارةِ الإسلامية؛ فإن الكتبَ التي وُضِعتْ عن هؤلاءِ الروَّادِ الذين دَرَسوا اللغةَ العربيةَ قليلةٌ ولا تُغطِّي الكثيرَ مِنَ التفاصيلِ الهامَّةِ عن حياتِهم ودراستِهم وعمَّا قدَّموهُ من أبحاثٍ وتَرْجماتٍ مِنَ العربيةِ وإليها. وقد بذَلَ المستشرقُ النمساويُّ «يوسف جيرا» جُهدًا ملحوظًا في جمعِ معلوماتٍ وصورٍ عن أهمِّ المستشرِقين الأجانبِ الذين درَسُوا العربيةَ خلالَ عدَّةِ قُرون؛ ليقدِّمَها لَنا فِي هذا الكتابِ الصغيرِ والهام.
الـمـــكـــتــبـــة الـعــامـة
زعماء وفنانون وأدباء
الشاعرُ الرقيقُ والصحفيُّ الظريفُ «كامل الشناوي»؛ أحدُ فُرْسان الكلمةِ ورُهْبان الأدب، الذي كرَّس حياتَه لعالَمٍ مثاليٍّ مِنَ الأفكارِ الرشيقةِ التي لم تخْلُ من سخريةٍ مريرة، وتفرَّدَ بقصائدِه الشعريةِ الحالمة؛ فمَن ينسى قصيدتَه الغنائيةَ الشهيرةَ «لا تكذبي»؟! في الحقيقةِ يقفُ خلفَ هذه الموهبةِ العظيمةِ تجرِبةٌ ثريةٌ عميقةٌ عاشَها الشناوي؛ فقد عرفَ أدباءَ وصحفيينَ وفنانينَ وسياسيينَ كبارًا أضافُوا الشيءَ الكثيرَ لفكرِه، بعضُهم رآهُم رأيَ العين، فطالَت بينَه وبينَهم المناقشاتُ والأحاديث، منهم «إحسان عبد القدوس» و«الحكيم»، والبعضُ الآخرُ لم يعرفْه إلا من خلالِ صفحاتِ الكتبِ والمقالاتِ التي تركُوها خلفَهم. سنقتربُ أكثرَ من هذه التجربةِ ونقابلُ بعضًا ممَّن عرفَهم أو اطَّلعَ على فكرِهم خلالَ صفحاتِ هذا الكتاب.
الـمـــكـــتــبـــة الـعــامـة
في عالم الرؤيا
عُرِفَ شاعرُ المَهْجَرِ «جبران خليل جبران» بغزارةِ إنتاجِهِ وتنوُّعِهِ بينَ الألوانِ الأدبيةِ المختلفة؛ حيث نظَمَ الشعرَ وألَّفَ الروايةَ والقصةَ القصيرة، وكتَبَ كذلك المقالةَ التي تنوَّعَتْ موضوعاتُها هي الأخرى ما بينَ الاجتماعيِّ والسياسيِّ والفكريِّ والفلسفي. وهذا الكتاب الذي جمَعَه أحدُ الأدباءِ المغمورِينَ يحتوي على ألوانٍ شتَّى من إنتاجِ «جبران»؛ فنجدُ فيه القصةَ القصيرةَ وبعضَ المقالاتِ عَنِ الوضعِ السياسيِّ في العالَمِ العربي، وأيضًا عن مشاكلِ بلدِهِ لبنانَ ووضْعِهُ الخاصِّ المُتأزِّمِ في العالَمِ العربي، بجانبِ ما يُشبِهُ الخواطرَ الفلسفيةَ الذاتيةَ التي وصَفَ في بعضِها شُعورَهُ بالاغترابِ عن مُحيطِه، بل حتى عن نفسِهِ التي كثيرًا ما كان يَشعرُ بأنه لا يَفهمُها. وَجْبةٌ ثقافيةٌ وخياليةٌ دَسِمةٌ يُقدِّمُها هذا الكتابُ بالرغمِ من قِلَّةِ عددِ صفحاتِه.
الـمـــكـــتــبـــة الـعــامـة
التربيع والتدوير
يَهجو «الجاحظ» غريمَه «أحمد بن عبد الوهاب» في رسالةِ «التربيع والتدوير» بأسلوبٍ ساخرٍ ومُمتع، راسمًا بلُغتِه المُتميِّزةِ صورةً كوميديةً له. يستعينُ «الجاحظ» بكافَّةِ ما يُمكِنُ مِنَ الصِّيَغِ البلاغيةِ للنَّيلِ من عدوِّه، ولا يتورَّعُ عن ذِكرِ كلِّ الحُججِ التي تنتقصُ مِنه وتُقنعُ القارئَ بأنَّ كلَّ ما يَذكُرُه مِن مُبالَغاتٍ في ذمِّهِ هيَ حقيقةٌ واقِعة؛ دونَ أن يتخلَّى عن رشاقةِ الكلمةِ وجمالِ الأسلوب. وقد أبدَعَ «الجاحظ» كعادتِهِ في التصويرِ حتَّى وصَلَ بالقارئِ إلى تخيُّلِ شكلِ غريمِه وكأنَّهُ أمامَه، فاعتمَدَ على إهانتِه بوصْفِه الحسيِّ القَبيح، وبوصفِ أخلاقِهِ بأشنَعِ النُّعوت، مُستشهِدًا بأبياتِ الشِّعرِ وآياتٍ مِنَ القرآنِ الكريم؛ كلُّ ذلكَ بطريقةٍ غايةٍ في الهزليةِ جعَلَتْ من الكتابِ رسْمًا كاريكاتوريًّا طريفًا يُوضِّحُ بلاغةَ «الجاحظ» وموهبتَه، ويُمتِعُ القارئَ وهو يَنتقلُ معَهُ إلى العصرِ الذهبيِّ الذي شهِدَ إبداعاتِ العربِ الفريدةِ في فنونِ الكلامِ والتلاعُبِ باللُّغة.